والصلاة و السلام على أشرف المرسلين
رغبات الحياة كثيرة لا تعد.. حياتنا الدنيا الفانية مشاغلها متفرعة..أسماها وأبقاها وأخلدها هي التي ندندن حولها..نعيم الحياة الأخروية الباقية..جنات من تحتها الأنهار..(حولها ندندن) كما قال الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم..بمعنى نسأل الجنة ونتعوذ من النار، اللهم اجعلنا من أهل الجنة..
أترك الفاني و أقبل على الباقي..طوع نفسك على الإقبال على الله بحب و إخلاص..رب العالمين سيكفيك و يعينك على اقتحام العقبة..ارغب في ما عند الله..تأتيك رغباتك راغمة و مصطبغة بحلاوة الإيمان..(ومن يتق الله يرزقه من حيث لايحتسب)،كن في الحالة التي يحب أن يراك عليها وابتعد عن الحالة التي يكره أن يراك فيها.. يحبك أكرم الأكرمين.
حركاتك وسكناتك..اجعلها بالله ولله ومع الله..ترى العجب العجاب..ارغب إلى ربك تكن وليا من أوليائه..(ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون)..إذا عبدته حق العبادة و تذللت بين يديه و خضعت لأوامره و ابتعدت عن نواهيه و أخلصت نيتك له..كان السميع العليم بصرك الذي تبصر به و سمعك الذي تسمع به ..
ارغب إليه ..يقبل عليك ويدنو منك..إنه أقرب إلينا من حبل الوريد..ينزل في الثلث الأخير من الليل ويقول:(من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له.) تعسيرات الدنيا الفانية متعددة..اسأل حالة نفسيتك اليومية..تخبرك انها تعيش حالة الفصول الأربعة!!
ولكن ، عندما تأوي إلي الركن الشديد.. زالت الهموم والكروب وتذللت الصعاب و لانت مشاكل الدنيا..مع الأجر و الثواب..إنه أكرم الأكرمين يا ابن الأكرمين.
إذا رغبت إلى ربك..شرح صدرك ووضع عنك أوزارك..ورفع ذكرك في عليين..ماعليك إلا أن تفرغ قلبك وتنصب إليه وتعبده حتى يأتيك اليقين!! كن كما قال موسى عليه السلام في القرآن الكريم:(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ) .. وقل كما قال السعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية المباركة:"عجلت يارب طلبا في قربك و مسارعة في رضاك ، وشوقا إليك ." اللهم ارضى عنا و ارحمنا يا أرحم الراحمين.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق